لإنسان أياً كان طفل أو مراهق أو بالغ لا بد أن يمتلك حزمة من القيم ومجموعة من السمات التي يتحلى بها لا سيما كقواعد راسخة وقيم ثابتة تمثل له مرجعية حتى وأن لم يلتزمبها ويسير بنهجها فأنت أيها المراهق قيمة لدى أمتنا ورصيد لمستقبلنا فانظر إلى إبراهيم﴿قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ﴾ (الأنبياء: 60)، وقوله تعالى: ﴿إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى﴾ (الكهف: 13)، وقوله تعالى: ﴿وَآَتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا﴾ (مريم: 12).أسامه بن زيد (حب الرسول و ابن حب الرسول) وكان من خيرة شباب المسلمين وقد أرسله الرسول قائدا على جيش به كبار الصحابه لقتال الروم وهو يبلغ من العمر ثمانية عشرعاما
- زيد بن حارثة كان من اوائل من دخلوا فى الاسلام وهو فى سن صغيرة وصحب النبى فى حادثة الطائف وقد ذكر اسمه فى القرآن...و ارسله النبى قائدا لسرية مؤته للقاء الروم وكان الجيش يضم كبار الصحابه و خالد بن الوليد وغيرهم...واستشهد زيد وهو يحمل لواء الاسلام
- زيد بن ثابت ....صاحب اصعب واهم مهمة فى التاريخ وهى جمع القرآن ...جمعه واتم المهمة بنجاح فى عهد ابى بكر وهو فى الثانيه و العشرون من عمره....والغريب هنا ان زيد كان لايعرف القراءة و الكتابه حتى سن الثانية عشر ثم تعلم واجتهد حتى تعلم الكثير من اللغات منها العبريه و الفارسيه وغيرها وكان النبى يستخدمه لمراسلة ملوك الفرس و الروم و اليهود و غيرهم فكان معهد لغات متحرك فى وقت قصير جدا وكان يتعلم اللغه ويجيدها قراءة و كتابه فى مده اقل من ثلاثة اسابيع وهو شىء مذهل ولذلك فقد وكل له سيدنا ابابكر مهمة جمع القرآن .
- عبد الله بن عباس...ابن عم النبى تعلم على يد النبى وكان يجلس مع كبار الصحابة وهو مايزال غلاما صغيرا ودعا له النبى قائلا (اللهم فقه فى الدين وعلمه التأويل)
- عبد الله بن مسعود اسلم فى مكه وهو غلام دون الرابعه عشر وكان احسن من يقرأ القرآن ويعلم اسراره واحكام التجويد حتى ان النبى بكى وهو يسمع القرآن منه... وتحمل الاذى فى مكه وهاجر وجاهد مع النبى وكان نحيف الجسم هزيل الساقين حتى ان الصحابه كانوا يسخروا من ساقيه الرفيعتين فقال النبى (والله ان هاتين الساقين اثقل عند الله من جبل احد) وساهم فى قتل ابو جهل يوم بدر.
- عبد الله بن عمر ...ابن عمر بن الخطاب اسلم قبله بسنه وكان شابا وكان اكثر الناس تمسكا بسنة النبى وتأسيا بالنبى فى كل حركاته و سكناته..وكان من اتقى الناس واكثرهم ورعا..وهاجر وجاهد وهو فى سن صغيرة.
- عبد الله بن عمرو بن العاص..اسلم ايضا وهو صغير وتربى على يد النبى وكان كثير العبادة صوام قوام قراء للقران ومجاهدا....وكان يختم القرآن احيانا فى ثلاثة ايام....وكانت متعته فى الاكثار من العبادات
- عبد الله بن ابى بكر كان له دور كبير فى هجرة النبى مع ابا بكر ...فكان ينقل لهم اخبار قريش وهم فى الغار وكان يحمى ظهر اخته اسماء وهى تحمل الطعام لهم ويمسح اثارها
- مصعب بن عمير ....فتى قريش الذهبى واكثرهم رفاهيه وثراء ....ودخل فى الاسلام وهو دون الثامنة عشر من عمره فحبسته امه و عذبته فهرب وترك كل مالديه من مال و رفاهيه وثراء وامره الرسول ان يهاجر للحبشه ...وبعد ان رجع ارسله النبى للمدينه كأول سفير للاسلام ليدعوهم للاسلام ويعلمهم الدين وهو فى الثانيه و العشرون من عمره ....حتى عندما هاجر النبى وجد ان معظم اهل المدينه قد دخلوا فى الاسلام ونجح مصعب فى مهمته ....ثم جاءت غزوة احد وكان مصعب يحمل لواء المسلمين فقطعت يده اليمنى فامسك بالرايه بيده اليسرى فقطعت فامسك الرايه بين عضديه فقتل واستشهد زينة شباب الاسلام ترك الرفاهيه حبا فى الجنه....فهل يستطيع الشباب المرفه ان يتخلى عن بعض وسائل الرفاهيه من اجل الله؟
- عماربن ياسر....اسلم وهو صغير فى مكه وتعرض هو ووالدة ووالدته السيده سميه لتعذيب شديد فقال لهم النبى (صبرا آل ياسر ان موعدكم الجنه
- حذيفه بن اليمان .....اسلم وهو صغير وكان كاتم اسرار النبى ....ابلغه النبى باسماء المنافقين
- عبد الله ذى البجادين.....قصة كفاح فتى مرفه وغنى ...فى مجتمع كافر...يعيش مع عمه ...عنده ناقتين.....ووهو من قبيلة مزينه وكان اسنه عبد العزى المزنى.....فكان المسلمون وقت الهجرة يمرون على قبيلته وهم فى طريقهم للمدينه...فدخل الاسلام وتعلم على ايديهم وحفظ بعضا من القرآن وهو يتبعهم مشيا على الاقدام....وحاول ان يدعو عمه للاسلام ولكنه رفض...فاراد الهجرة للنبى ...فجردة عمه من كل مايملك....حتى من ملابسة...فلم يجد الا قطعه من شوال قطعها نصفين وهاجر للمدينه ولذلك سماه النبى عبد الله ذى البجادين وعند العودة من غزوة تبوك هاجمته حمى شديده فمات وحفر النبلى قبرة بيديه ودعا له (اللهم اغفر لذى البجادين انه كان قراءا للقرآن محبا لله ورسوله).
- كعب بن ربيعه الاسلمى...شاب فى السابعة عشر من عمره وكان يحب النبى حبا شديدا وفضل ان يكون خادما له فكان اذا فرغ من خدمته نام على باب النبى....فكان يسمع النبى وهو يقوم الليل ويسمع دعاءه....وفى يوم قال له النبى ( سلنى اى شىء تريده ادعو لك الله ان يعطيك).....فقال (اسألك مرافقتك فى الجنه) ..فقال له النبى (فأعنى على نفسك بكثرة السجود)
- حارثه بن سراقه....شاب فى السابعة عشر من عمره....التقى بالنبى ذات يوم فقال له النبى (كيف اصبحت ياحارثه؟) فقال له (اصبحت وكأننى ارى عرش ربى بارزا وكأننى ارى اهل الجنه يتنعمون واهل النار يصطرخون ..فعزفت نفسى عن الدنيا فأقمت ليلى و اظمأت نهارى)...فقال له النبى (ياحارثه ..قد علمت ...فألزم).....فلزم حارثه حتى استشهد فى غزوة بدربسهم خاطىء من المسلمين....فقالت امه للنبى (يارسول الله اين حارثه ..فى الجنه ام فى النار؟) فقال لها النبى (ويحك ياام حارثه انها ليست جنه انها جنان وان ابنك قد اصاب الفردوس الاعلى).....فهل يستطيع شبابنا ان يلزموا الحق والاستقامه حتى ينالوا حسن الخاتمه؟)
- جابر بن عبد الله.....كان يوم احد فى الرابعة عشر من عمره يوم استشهد والده....فتحمل مسئولية اخواته التسعه....وتزوج من امراة ثيب لتعول معه البنات....وجاهد مع النبى بداية من غزوة الخندق....وقد اكل الجيش بكاملة عنده فى البيت ولم يكن عنده الا دجاجه ولكن الله بارك فيها واكل الجيش كله....كما خرج مع النبى فى غزوة ذات الرقاع وغيرها...
- معاذ بن عمرو بن الجموح و معوذ بن عفراء شابان يبلغا من العمر خمسة عشر عاما شاركا فى قتل ابوجهل فى غزوة بدر وتسابقا ليخبر كل منهم النبى انه هو الذى قتله....
- محمد الفاتح.....فتح القسطنطينيه وهو فى الخامسة و العشرين من عمره بعد ان استعصت على المسلمين طيلة ثمنمائة عام.... وتولى الحكم وهو ابن 13 سنة فدرس الاسباب التى ادت الى فشل الفتح....وعالجها سببا سببا بطريقه مذهله فى وقت قصير وبالعزيمه و الاصرار استطاع ان يفتحها
- محمد ابن ابى القاسم....فتح بلاد باكستان و افغانستان والهند....دون ان يخسر معركة واحدة وهو فى العشرين من عمره
أرأيت من أنت - عزيزي المراهق - فلا تستمع لأصوات من يقول لك أنت أزمة أنت عاصفة أنت اعصار أنت مشكلة بل أنت قيمة أنت طاقة أنت مشروع نهضة أمة ولأنك قيمة فلك أن تكتسب بحياتك رصيد من القيم التي تزيد من قيمتك" نور على نور " واعلم أن القيم مكتسبة ناتجةمن تجارب وخبرات واحتكاكات وما دامت -عزيزي- مكتسبة فهي قابلة للتجديد والتبديل أن نبدل ونغير القيم والعادات الشاذة والسلوكيات المعوجة بأخرى صافية كريمة نبيلة واعلم - عزيزي- أن هذاه التنمية القيمية لن تتم ألا بمحضن تربوي وبيئة محفزة ونشاطات موجهة هذه البيئةقد تكون مؤسسة أو مجموعة عمل خيري أو أصدقاء ناضجين أو ........ ألخ ابحث أنت عن البيئة المناسبة واصبر ممعهم على التغير وقاوم المتغيرات الهدامة وابدأ الآن بغرس قيمك الراقية فتكون القيمة أرسخ وأثبت كلما غرست باكراً ومارستها كوتدربت عليها كثيراً .
وللحديث تتمة حول كيفية تكوين قائمة القيم