عندما نقرأ الحزن في عيون الأطفال ، لا تتصوروا كم هي مؤلمة ومؤثرة
تلك النظرات وهي تصور الحزن وتنظرنا ، ونحن تقتنصه في تلك العيون
في النظرات في الخطوات حتى لحظات البهجة، وهي تحب أن تلتقط
الأمل ،وسط الأسى ومرارة الحرمان، تكون نظراتها بعدة ألوان ، وهي
لا تحتمل كل هذه القسوة بطفولتها الغضة .
تلمح الضحكات والابتسامات في عيوننا. وهي لا تدرك معناها ولم تعتد
عليها ،لا زالت صغيرة لم تعرف كيف ترسم البسمة على شفتاها
وكيف تعبرعن حزنها بالكلام ، لذلك قررت أن تبحث عن وسيلة أخرى
للتعبير عن إحساسها وأفكارها ، ووجدت أن عيناها خير وسيلة لفهم
الأسرار،ترفض الاستجداء والإحسان ، تشعرها بالذل والهوان، حزينة
لأنها لم تعش بين أحبائها ومنازلها.
ولكنها تعلمت كيف تتأقلم مع صعاب الزمان، وتتغلب عليهابنظراتها
لا بد أن تقول لك شيئا، لابد،أن توصلك إحساسا ، تحكي شيئا، تحاكي
به الناس ، فتصور لنا كيف تعيش والناس معها وحولها ، لا يشعرون
بفقرها ولا يدركون معنى نظراتها .
أشعر أن نظراتها أبلغ من نضم كل قوافي الشعراء ، وأقلام كل الكتاب
البلغاء، فالكلام ومن زخرفوه ومن صنعوه، ومن أعطوه، هو وحي وروح
من نظراتها، وأنة من آلامها وعذاباتها، لكنها تقف بشموخ وكبرياء تهزم
كل الأحزان .
وجه يرسم أجمل القسمات، بطفولته وعفويته، فكيف سيكون؟ قلت
في حزن: «سيبدو لي حزينا ممزقا في الماضي، ولكن هناك أمل
يسري في النفس مرتقب أن يعم الضياء .
تصورتها هي (هذا أنا) حيث تعني، نظراتي التقطت شيئا له معنى
ربما الحياة ذاتها.رصدت تاريخ أحزانها، أفراحها، قلقها، حقها في الحياة
ارتباطها بهذا الرجاء .
ولا تعرف إن كانت نظراتها وحزنها تنتمي إلى الواقعية السحرية
أم لا، ربما لأنها لا تستطيع أن ترى نظراتها ، لكنها تعرف جيدا أنها
تحب الناس الذين تراهم ، وهم أيضاالذين يتأملونها ،الذين يتفرجون
على عذابات الحياة.
ولكنها متأكدة تماما من أن رؤاها وأحلامها وأساطيرها الخاصة
وذكرياتها، وألمهاوحكايات جدتها وهي صغيرة كل هذا في عيونها .
هل هناك جمال في الحزن ؟ وهل يبدو الألم جميلاً ؟ أم أن الألفة
التي تخلفها لدينا هي التي تجعلنا نشعر بذلك؟ ،
هذا صحيح، وهي تقول الحزن يسكنها، تأسى له، ولكن لديها المقاومة
لمصاعب الحياةوقوة عزيمة تساعدها في التغلب على الصعاب التي
تحيط بهم وهذا هو ما تنبهر به، وما تحاول أن تظهره في أنفتها وكبريائها
وقد يبدو المكان فقيرا ومتواضعا، لكن الناس يحولونه بآمالهمإلى عش جميل.
أخاف منها لكنها تعبر عني، وتحمل أفكاري إلى العالم.أعرف أيضا
أن الحزن لا يكتب، لكن من الممكن أن نبصره ،وهو يطل من عيني
طفل حزين، ترصد الواقع بمرارة، بجدية، فكم أنت مؤلم أيها الواقع .