[®][^][®][النظرة الذئبيــة ][®][^][®][

إن لم تكن ذئباً أكلت الذئاب ! ، كلمة كثيراً ماتتردد على مسامعنا ، وكثيراً ماتلفظنا بها ، وخصوصاً في مجتمعات يسودها الطابع والصبغة القبليّة والنعرة الجاهليّة ، لكن هل هذا المعنى يصح ؟؟

تساءلت هذا اليوم عن معنى هذه الجملة وكيفية سياقها بهذا الشكل ؟ ، وأريد أن أضع لها ميزانها في نهجنا الإجتماعي بطابع رباني على نسق تصوري الخاص . قد تختلفون معي وقد تتفقون لكن أضعها بين أديكم كمقتطفات من هذا التصور .

في الحقيقة هذه الكلمة رنّانة تبث الحماس في خلجات النفوس وجناباتها ، وتعطي اندفاعاً قوياً (( للإباء )) لكنها وضفت بشكل أو بآخر بطريقة غير سليمة من عدة جوانب أعجز عن لملمتها في هذا الموضوع لكن حسبي أن أفيَ ببعضها .
أولاً : هل ا[لنظرة الذئبية ] محمودة ؟؟ وبمعنى آخر هل نظرتنا للمجتمع على أنه مجتمع وحشي سيساعد من تخفيف حدة الشراسة فيه ؟؟
أتوقع لو نظرنا للمجتمع على أنه حمامات سلام بطريقة غير متطرفة وبعيدة عن التكلف الساذج فلن نخسر شيئاً ، فالنار لاتولّد إلا النار ، ولو تريّثنا في الحكم على كثير من الناس فلن نخسر شيئاً ، وأسس الإسلام هذا النهج بأن الأصل في التعامل مع المؤمنين هو (( حسن الظن وليس خلافه )) لأن كثيراً من الظنون ماهي إلا (( كذب )) وكفى بذلك تعبيراً .
وإذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه **** وصدّق مايعتاد من توهم .!!!
، لكن تبقى (( النظرة الذئبية )) لها أمور محمودة ولكن ليس في هذا السياق .



ــ في كثير من الأحيان نعتقد بأن الشخص الذي يتنازل عن حقوقه أمام بعض السفهاء ليس لديه (( إباء )) أو (( حميّة )) أو ليس لديه [ نظرة ذئبيّة ] لكن في المقابل نجد أن النهج الرباني بعكس ذلك تماماً !! ، فالله عزّ وجل قال حاكياً عن إبراهيم عليه السلام مع أبيه بعد تهديده له بالرجم والطرد (( سلام سأستغفر لك ربي )) هذا كان جواب إبراهيم عليه السلام !!! ، ويقول عزّ وجل واصفاً المؤمنين (( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً )) ، ويقول عزّ وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم (( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين )) !! ، بل أتى وصف الرسول صلى الله عليه وسلم أنه لم يغضب لنفسه قط .!!
نعم ... نعم هذا نهج جميل وتصوّر رائع وسياق مذهل ولو طبقناه على كثير من السفهاء لدرءنا الكثير من المفاسد .




ــ قد نتصوّر أن [ النظرة الذئبية ] تعني أو تساوي الشراسة فقط ! وهذا خطأ !! فالذئب لديه أساليب وتعامل وحنكة مع بعض الظروف ولايعني بالضرورة الشراسة والاندفاع من غير بيّنة ولا برهان . كذلك هذا القيمة أتى بها النهج الرباني ، يقول عزّ وحل (( ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم * ومايُلقاها إلا الذين صبروا ومايُلقاها إلا ذو حظ عظيم )) فالذي يدفع بالتي هي أحسن في نظري هو (( ذئب )) بل (( أسد )) ، ويقول عليه الصلاة والسلام (( ليس الشديد بالصرعة ولكن الشديد من يملك نفسه عند الغضب )) ، وألفت انتباهكم هنا إلى التعبير الرباني الخلاّب حيث قال (( ادفع )) وكانه يقول : إن الحسنة في هنا مقام ماهي إلا دفع وجهاد وقوّة وشراسة وقذيفة قويّة ومخالب حادة ولكن بلون وطعم آخر .

أخيراً : ونحن في رمضان الشهر المبارك ، أتمنى من الجميع أن يرقوا بأخلاقهم ولاينسوا هذا الحديث (( فإن سابه أحد أو شاتمه فليقل إني صائم )) ولاتروادك نفسك بهذه المقولة (( إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب )) على غير سياقها ، فبسكوتك وإعراضك عن الجهّال أنت من أقوى الذئاب .!!!

يسلمووو ياغالي ..
عاشت اناملك المبدعه على الموضوع ..
انت متالق بالفعل ..

شكرا على ردودكم
وعاشت ايدكم

الله محييك شكرا على الرد